تحتضن جامعة “كتاب” بمدينة “كركوك” العراقية، لأول مرّة في تاريخها، في الفترة الممتدة من 13 إلى17 أبريل الجاري، فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للجامعات العراقية.
يشارك في فعاليات الطبعة الأولى من مهرجان المسرح الجامعي للجامعات العراقية، أربعون جامعة تمثّل أغلب محافظات العراق، وحسب البرنامج المسطّر، ينطلق حفل الافتتاح في اليوم الأول، بالأغاني والاستعراضات الفلكلورية الكركوكية، يليه فيلم تسجيلي عن جامعة “كتاب” وتاريخ نشأتها ودورها الريادي في تطوير المجتمع الكركوكي، فيما تنطلق العروض عقب حفل الافتتاح مباشرة، بقاعات العرض المسرحي بجامعة “كتاب”، وقد تم اختيار العروض المشاركة من طرف لجنة مشاهدة، تم تكليفها بالمهمّة من قبل وزارة التعليم العالي العراقي، وتطمح إدارة جامعة “كتاب” من خلال استضافتها لفعاليات مهرجان المسرح الجامعي للجامعات العراقية، إلى استضافة الدورة المقبلة من المهرجان بمشاركة جامعات دولية من خارج العراق .
تعتبر مدينة “كركوك” من المدن العراقية المهمّة والحيوية، تتوفر على ثروات باطنية كالبترول والغاز الطبيعي، إضافة إلى خصوبة أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي والتجاري المتميّز والذي يجعل منها حلقة وصل بين وسط العراق وشماله، تبعد “كركوك” عن العاصمة بغداد بـ240 كلم، يحدها من الغرب سلسلة جبال حمرين، إذ تقع المدينة ضمن منطقة تضاريسية متوسطة الارتفاع في هضبة كركوك التي لا يزيد ارتفاعها على 600م فوق سطح البحر، وتمتاز المدينة بمناخ معتدل نسبيا مقارنة بمناطق العراق الأخرى، وتتميّز المدينة الحالية، بمعالمها القديمة كقلعة كركوك، قيصرية كركوك، وقلعة جرمو، ومبنى القشلة، طق طق كركوك، وبلغ عدد سكان “كركوك” في عام 2024، 1,100,000 نسمة، واللغات المعتمدة بين سكانها هي العربية والكردية، والسريانية، والتركمانية .
سُميّت “كركوك” بهذا الاسم الذي اختلف المؤرخون في أصل تسمّيتها، بين أن تكون منحوتة من “كركر” أي شعلة النار، فأخبار نفطها كانت معروفة من قبل التاريخ، أو من “كرخ سلوخ” الآرامية، أو حسب التسمّية الكَنَسية الشرقية لها، وقيل بأن اسم كركوك جاء من اسم “كركر”، في حين، أن وجهة نظر أخري تقرّ أن تسمّية “كركوك” جاءت من الكلمة التي أستخدمها الآشوريون، وهي كرخاد بيت سلوخ التي تعني “المدينة المحصّنة بجدار”، بينما تشير أقدم سجلاّت الألواح الطينية المكتوبة بالخط المسماري التي عُثر عليها بالصدفة سنة 1927، في قلعة “كركوك”، إلى أن قلعة كيرخي “كرخا / قلعة” كانت تقع في آررابخا “عرفة”، وهناك فرضية تستند على كتابات المؤرخ اليوناني القديم بلوتارخ الذي ذكر أنه عندما قطعت القوات المقدونية البادية في سوريا، وعبرت نهر دجلة في 331 ق.م، اتّجه لإسكندر الأكبر بعد معركته المشهورة مع داريوش الثالث، نحو بابل عن طريق ارابخي أو آررابخا “عرفة” وأصلح قلعتها، أي قلعة “كركوك”، وأضاف الكاتب اليوناني بلوتارخ أن على أرض ارباخي (أي كركوك) شوهد نيران مشتعلة دائمة، وتغطيها أنهار من النفط، أما موقع بابا كركر، فقد أورد بلوتارخ اسمه بصيغة كوركورا.
عرفت مدينة “كركوك” في عهد الساسانيين بـ”كرمكان” والتي تعني الأرض الحارّة التي تحوّلت إلى جرمقان أو جرميق في العربية، و كرميان بالكردية، ويعتقد التركمان أن المدينة سُميّت بـ”كركوك” لأول مرّة، في عهد دولة قرة قويونلو، حيث اشتقّت اسم المدينة من كلمة كرك التي تعني الجمال بالتركية القديمة، وهنالك رأي آخر، بأن كلمة “كركوك” هي اختصار لكلمة كاركلوك مأخوذة من كلمة قارقلوك التوركمانية، وهو اسم لأحد أفخاذ قبيلة قفجاق التركمانية التي أسّست إمارة قفجاق في “كركوك”.
و”كركوك” القديمة، كان أساسها قلعة حصينة (قلعة كركوك الشهيرة) تقوم على مستوطن أثري قديم، ورد اسمها في ألواح استخرجت منها، ويدعى “أرابخا”، ويبلغ ارتفاع القلعة نحو 129 قدما تقريبا، وتعلو عن سطح البحر بحدود 160 قدما، وتكوّن هذا التل من تراكم طبقات السكن المتعاقبة منذ منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
وردة زرقين – الجزائر –





